التأصيل الديني لمصطلح “المعجزات”
يظنُّ البعضُ أنَّ عبارة “معجزات الأنبياء” ينبغي أن يُستعاضَ عنها بعبارة “آيات الأنبياء”، وذلك لأنه لم ترد في القرآن العظيم كلمة “معجزة” أو “معجزات”! كما ويجادلُ البعضُ فيقول بأن اللهَ ما كان ليُعجِزَ خلقَه بشيءٍ وقد خلقهم عاجزين ضعفاء حتى يأتيهم بما يُعجِزُهم بهذه “المعجزات”!
ولقد فاتَ هؤلاء المنكرين لمصطلح “المعجزات” أنَّ هذا المصطلح ينطوي على معنيَين إثنين يجعلان من القولِ به يرتقي بنا إلى ما ينبغي أن يكونَ عليه ردُّ فعلِنا حيالَ هذه الظواهر الإلهية الخارقة للعادة. المعنى الأول هو ما تنطوي عليه المعجزاتُ من إعجازٍ يستحيلُ على غير الله تعالى أن يجترحَه، وبالتالي فإن المعجزةَ هي البرهانُ على أنَّ اللهَ تعالى حقٌّ لا مراءَ فيه. والمعنى الثاني هو ما تشتملُ عليه المعجزاتُ من قدرةٍ على جعلِ العقل البشري يُقِرُّ بعجزِهِ حيالَها وذلك إذا ما أراد أن يُعلِّلَ لها وفقاً لأحكامِهِ وقواعدِهِ وقوانينِه، وبالتالي فالمعجزاتُ تضطرُّ هذا العقل إلى وجوب الإذعان لرسالتها الإلهية التي مفادها…
View original post 6 كلمات أخرى